الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.التفسير المأثور: قال السيوطي: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}.أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلما قضى موسى الأجل} قال: عشر سنين، ثم مكث بعد ذلك عشرًا أخرى.وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال عبد الله بن عباس. لما قضى موسى الأجل سار بأهله فضل عن الطريق، وكان في الشتاء. ورفعت له نار، فلما رآها ظن أنها نار، وكانت من نور الله فقال لأهله {امكثوا إني آنست نارًا لعلي آتيكم منها بخبر} فإن لم أجد خبرًا آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون من البرد.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {آنس} قال: أحس وفي قوله: {إني آنست نارًا} قال: أحسست.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لعلي آتيكم منها بخبر} قال: لعلي أجد من يدلني على الطريق. وكانوا قد ضلوا الطريق.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {جذوة} قال: شهاب.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {جذوة} قال: أصل شجرة.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {جذوة} قال: أصل شجرة في طرفها نار.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: {الجذوة} عود من حطب فيه النار.وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ: {أو جذوة} بنصب الجيم.وأخرج أبو عبيد وابن مردويه وابن عساكر عن أبي المليح قال: أتيت ميمون بن مهران لأودعه عند خروجي في تجارة فقال: لا تيأس أن تصيب في وجهك هذا في أمر دينك أفضل مما ترجو أن تصيب في أمر دنياك، فإن صاحبة سبأ خرجت وليس شيء أحب إليها من ملكها، فأخرجها الله إلى ما هو خير من ذلك، فهداها إلى الإِسلام، وأن موسى عليه السلام خرج يريد أن يقتبس لأهله نارًا، فأخرجه الله إلى ما هو خير من ذلك: كلمه الله تعالى.وأخرج الخطيب عن عائشة رضي الله عنها قالت: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس نارًا فرجع بالنبوّة.{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)}.أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {نودي من شاطئ الواد الأيمن} قال: كان النداء من السماء الدنيا.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {من شاطئ الواد الأيمن} قال: الأيمن عن يمين موسى عليه السلام عند الطور.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في الآية قال: كان النداء من أيمن الشجرة. والنداء من السماء. وذلك في التقديم والتأخير.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: نودي عن يمين الشجرة.وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {من الشجرة} قال: أخبرت أنها عوسجة.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الكلبي {من الشجرة} قال: شجرة العوسج.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ذكرت لي الشجرة التي أوى إليها موسى عليه السلام، فسرت إليها يومي وليلتي حتى صبحتها، فإذا هي سمرة خضراء ترف، فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فاهوى إليها بعيري وهو جائع، فأخذ منها ملء فيه فلاكه فلم يستطع أن يسيغه فلفظه، فصليت على النبي وسلمت، ثم انصرفت.وأخرج ابن أبي حاتم عن نوف البكالي: أن موسى عليه السلام لما نودي من شاطئ الوادي الأيمن قال: ومن أنت الذي تنادي؟ قال: أنا ربك الأعلى.وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الثقفي قال: أتى موسى عليه السلام الشجرة ليلًا وهي خضراء والنار تتردد فيها، فذهب يتناول النار فمالت عنه، فذعر وفزع، فنودي من شاطئ الوادي الأيمن قال: عن يمين الشجرة فاستأنس بالصوت، فقال: أين أنت. أين أنت؟ قيل: الصوت، أنا فوقك قال: ربي؟! قال: نعم.{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)}.أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {ولى مدبرًا} {من الرهب} قال: هذا من تقديم القرآن.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واضمم إليك جناحك} قال: يدك.وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {واضمم إليك جناحك} قال: كفه تحت عضده {من الرهب} قال: من الفرق {فذانك برهانان} قال: العصا، واليد. وفي قوله: {ردءًا} قال: عونًا وفي قوله: {ونجعل لكما سلطانًا} قال: الحجة.وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولم يعقب} قال: لم يلتفت من الفرق وفي قوله: {اسلك يدك في جيبك} قال: في جيب قميصك {تخرج بيضاء من غير سوء} قال: من غير برص {واضمم إليك جناحك من الرهب} قال: من الرعب {فذانك برهانان} قال: آيتان من ربك... {فأرسله معي ردءًا} قال: عونًا لي.وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ: {من الرهب} مخففة مرفوعة الراء وقرأ: {فذنك} مخففة.وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن كثير وقيس أنهما كانا يقرآن {فذنك برهانان} مثقلة النون.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ردءًا يصدقني} كي يصدقني.وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب نبأنا نافع بن أبي نعيم قال: سألت مسلم بن جندب رضي الله عنه عن قوله: {ردءًا يصدقني} قال: الردء الزيادة أما سمعت قول الشاعر:وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {سنشد عضدك بأخيك} قال: العضد: المعين الناصر قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول النابغة: وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان موسى عليه السلام قد ملىء قلبه رعبًا من فرعون، فكان إذا رآه قال: اللهم أدرأ بك في نحره، وأعوذ بك من شره، ففزع الله تعالى ما كان في قلب موسى وجعله في قلب فرعون، فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار.وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الضحاك رضي الله عنه قال: دعاء موسى حين توجه إلى فرعون، ودعاء النبي عليه السلام يوم حنين، ودعاء كل مكروب «كنت وتكون وأنت حي لا تموت، تنام العيون وتكدر النجوم وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي يا قيوم». اهـ. .فوائد لغوية وإعرابية: قال السمين:قوله: {وَقَالَ موسى} هذه قراءةُ العامَّة بإثباتِ واوِ العطفِ. وابنُ كثيرٍ حَذَفَها، وكلٌ وافقَ مصحفَه؛ فإنها ثابتةٌ في المصاحفِ غيرَ مصحفِ مكةَ. وإثباتُها وحَذْفُها واضحان، وهو الذي يسميِّه أهلُ البيان الوصلَ والفصلَ.قوله: {وَمَن تَكُونُ} قرأ العامَّةُ {تكون} بالتأنيث و{له} خبرُها {وعاقبةُ} اسمُها. ويجوزُ أَنْ يكونَ اسمُها ضميرَ القصةِ، والتأنيثُ لأجلِ ذلك، و{لَهُ عَاقِبَةُ الدار} جملةٌ في موضع الخبرِ. وقرىء بالياء مِنْ تحتُ، على أَنْ تكونَ {عاقبةٌ} اسمَها والتذكيرُ للفصلِ؛ لأنه تأنيثٌ مجازيٌّ. ويجوزُ أن يكون اسمُها ضميرَ الشأنِ. والجملةُ خبرٌ كما تقدم. ويجوزُ أَنْ تكونَ تامةً، وفيها ضميرٌ يرجِعُ إلى {مَنْ} والجملةُ في موضعِ الحالِ. ويجوز أن تكونَ ناقصةً، واسمُها ضميرُ {مَنْ} والجملةُ خبرُها. اهـ..من لطائف وفوائد المفسرين: قال صاحب الميزان:كلام حول قصص موسى وهارون عليهما السلام في فصول:1- منزلة موسى عند الله وموقفه العبود: كان عليه السلام أحد الخمسة أولى العزم الذين هم سادة الأنبياء ولهم كتاب وشريعة كما خصهم الله تعالى بالذكر في قوله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا} الأحزاب: 7، وقال: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى} الشورى: 13.ولقد امتن الله سبحانه عليه وعلى أخيه في قوله: {ولقد مننا على موسى وهارون} الصافات: 114 وسلم عليهما في قوله: {سلام على موسى وهارون} الصافات: 120.وأثنى على موسى عليه السلام بأجمل الثناء في قوله: {واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا} مريم: 52، وقال: {وكان عند الله وجيها} الاحزاب: 69، وقال: {وكلم الله موسى تكليما} النساء: 164.وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الانعام الآية 84- 88 فأخبر أنهم كانوا محسنين صالحين وأنه فضلهم على العالمين واجتباهم وهداهم الى صراط مستقيم.وذكره في جملة الأنبياء في سورة مريم ثم ذكر في الآية 58 منها أنهم الذين أنعم الله عليهم.فاجتمع بذلك له عليه السلام معنى الا خلاص والتقريب والوجاهة والاحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية والانعام وقد مر البحث عن معاني هذه الصفات في مواضع تناسبها من هذا الكتاب وكذا البحث عن معنى النبوة والرسالة والتكليم.وذكر الكتاب النازل عليه وهو التوراة فوصفها بأنها إمام ورحمة (سورة الاحقاف: 12) وبأنها فرقان وضياء وذكر (الأنبياء: 48) وبأن فيها هدى ونور (المائدة: 44) وقال: {وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ} الأعراف: 145.
|